رسميًا شركةEA توقف العمل2 على| عنوانNeed For Speed بالكامل

لطالما ارتبط اسم Need For Speed بالإثارة العالية، والمطاردات الجنونية، والسيارات المعدّلة التي تخترق شوارع المدن بسرعة البرق. فمنذ انطلاقتها في تسعينات القرن الماضي، شكّلت السلسلة حجر أساس في عالم ألعاب السباقات، وأثرت في أجيال من اللاعبين حول العالم. لكن في السنوات الأخيرة، لم تعد السلسلة تحظى بنفس البريق، وتعددت النسخ التي لم تصل إلى سقف التوقعات، ما أثار موجة من الشكوك حول مستقبلها.
وفي ضوء إشاعة حديثة تفيد بأن شركة Electronic Arts (EA) قد أوقفت رسميًا العمل على عنوان Need For Speed بشكل كامل، أصبح الشك يتسلل إلى قلوب عشاق اللعبة: هل نحن فعلاً أمام نهاية واحدة من أكثر سلاسل الألعاب شهرة؟
إشاعة مدوّيةو لا مزيد من الدعم لـ Need For Speed

وفقًا للمحتوى الذي نشره صانع المحتوى المتخصص بالسلسلة “Matthew Everingham”، فإن شركة EA قررت “وضع العنوان على الرف”، بمعنى إيقاف تطوير السلسلة حاليًا وعدم تقديم أي دعم جديد لها. هذه الإشاعة تأتي في وقت كانت فيه الجماهير تنتظر خارطة طريق طموحة للعبة Need For Speed Unbound، التي صدرت أواخر 2022.
الأمر لم يتوقف عند كلام Matthew فحسب، بل لاحظ الجمهور توقف تحديثات موقع SpeedHunters الرسمي المرتبط بالسلسلة، وهو ما يُعد إشارة قوية على أن شيئًا فعليًا يحدث خلف الكواليس، ربما أكبر من مجرّد تأجيل أو إعادة هيكلة.
Unbound… الفرصة الأخيرة التي لم تُستثمر؟
حين أعلنت EA عن لعبة Need For Speed Unbound، اعتُبر الأمر محاولة جدية لإعادة السلسلة إلى الضوء بأسلوب بصري جديد يجمع بين الواقعية والرسوم المتحركة. اللعبة لاقت ترحيبًا أوليًا بسبب توجهها الفني المميز، لكنها لم تحقق النجاح الجماهيري المطلوب.
وبالرغم من إطلاق موسم دعم أول للعبة يتضمن محتوى إضافي وتحديثات، إلا أن عدم الكشف عن خطة دعم للعام الثاني فتح باب التساؤلات، وخصوصًا مع صمت EA المريب.
في صناعة الألعاب، الصمت قد يعني إما تحضير شيء ضخم… أو إيقافًا تامًا. وفي حالة Unbound، الاحتمال الثاني بدأ يفرض نفسه بقوة.
لماذا تفشل السلسلة مؤخرًا؟
عدة عوامل قد تكون وراء تراجع Need For Speed في السنوات الأخيرة:
- التكرار وعدم التجديد:
رغم اختلاف الفرق المطورة، ظلت التجربة النهائية متقاربة بشكل كبير، دون قفزات نوعية تُقنع اللاعبين بأن العنوان يتطور. - المنافسة الشرسة:
في ظل وجود ألعاب سباق مثل Forza Horizon، أصبح من الصعب على Need For Speed أن تواكب الإبداع والجودة التقنية العالية التي تقدمها المنافسة. - تشتت الرؤية داخل EA:
السلسلة تنقلت بين عدة فرق تطوير: Ghost Games، Criterion، وحتى Codemasters. هذا التنقل يعكس نوعًا من الارتباك وعدم وضوح الرؤية، وهو ما يؤدي غالبًا إلى مشاريع غير مكتملة النضج. - ضعف الدعم بعد الإطلاق:
على عكس الألعاب الحديثة التي تعتمد على نمط الخدمة المستمرة (Live Service)، لم تنجح NFS في بناء مجتمع مستقر من اللاعبين بفضل محتوى منتظم وجذاب.
موقع SpeedHunters يتوقف عن التحديث
موقع SpeedHunters لم يكن مجرد بوابة ترويجية للعبة، بل كان بمثابة مجتمع يحتضن كل ما يتعلق بثقافة السيارات والسباقات. إيقاف تحديثاته يُعد مؤشراً صريحاً على تجميد المشروع.
ومن الناحية التسويقية، فإن تقليص الموارد المخصصة للتفاعل المجتمعي قد يشير إلى قرار إداري أوسع، وربما دائم، بشأن مستقبل السلسلة.
هل القرار نهائي؟
حتى الآن، لم تُصدر EA أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه الإشاعة. وفي ظل الصمت الإعلامي من طرف الشركة، تبقى التوقعات مفتوحة. قد تكون EA بصدد إعادة تقييم المشروع، أو ربما قررت فعلاً إيقافه مؤقتًا حتى إشعار آخر.
لكن المهم هنا أن مصادر مطلعة من داخل المجتمع أكدت أن لا وجود لأي نسخة جديدة قيد التطوير، وأن العمل على العنوان قد تم تعليقه داخليًا.
سيناريوهات مستقبلية محتملة
رغم التشاؤم المنتشر، إلا أن الأمل لا يزال قائمًا. وهذه بعض السيناريوهات التي قد تحدث مستقبلاً:
- عودة قوية عبر Reboot حقيقي
قد تقوم EA بإعادة تقديم السلسلة من نقطة الصفر، مع إعادة تطوير كامل للرؤية والهوية. - نقل العنوان إلى فريق جديد
كما فعلت سابقًا مع Criterion وGhost Games، قد تنقل EA المشروع إلى فريق آخر بخبرة مختلفة. - إعادة الإصدار لسلاسل كلاسيكية
يمكن أن نشهد إصدارًا محسّنًا أو ريميك لأحد الأجزاء المحبوبة مثل Underground أو Most Wanted، وهو أمر سيلقى ترحيبًا كبيرًا.
مجتمع اللاعبين يعبّر عن خيبة أمله
منصات مثل Reddit وTwitter امتلأت خلال الأيام الماضية بمنشورات تعكس خيبة أمل اللاعبين، وخصوصًا من عشاق السلسلة القدامى الذين تربوا على نسخ Underground، Carbon، وMost Wanted.
اللاعبون لم يطلبوا شيئًا مستحيلاً، فقط عودة الهوية الأصيلة للسلسلة، مع توازن منطقي بين الواقعية والمرح، وقصة جذابة تعيدهم إلى ذكريات المطاردات الليلية تحت الأضواء النيونية.
تابع المستجدات من المصدر الرسمي
للبقاء على اطلاع بأي إعلان رسمي أو تحديثات بخصوص سلسلة Need For Speed، يمكن متابعة الموقع الرسمي لشركة EA عبر الرابط التالي:
🔗 https://www.ea.com/games/need-for-speed
كيف خسرت Need For Speed هويتها الأصلية؟
في بداياتها، امتلكت سلسلة Need For Speed هوية واضحة تمثلت في سباقات الشوارع غير القانونية، سيارات معدّلة بإبداع، وموسيقى تصويرية متمردة تخاطب جيل الشباب. لكن مع مرور الوقت، بدأت السلسلة تفقد هذه الروح، وأصبحت تحاول تقليد منافسيها بدل أن تكون هي من يُحتذى بها. الانتقال المستمر بين الواقعية والمبالغة في التصميم، وبين أنماط لعب غير متناسقة، أدى إلى تشتت التجربة وعدم قدرة اللاعبين على التعلق بأي جزء جديد بنفس الحماس الذي شعروا به مع Underground أو Most Wanted.
تجربة اللاعب أصبحت ثانوية أمام أولويات السوق
واحدة من أبرز مشاكل الألعاب الحديثة، وNeed For Speed ليست استثناءً، هي أن قرارات التطوير أصبحت موجهة أكثر نحو الإحصاءات والتقارير التسويقية بدلًا من الاستماع الفعلي لردود فعل اللاعبين. التركيز على الإضافات المدفوعة، والمحتوى القابل للتنزيل (DLC)، وأنظمة التقدم البطيئة لدفع المستخدمين نحو الشراء، أفقدت اللعبة بريقها. في المقابل، قدمت ألعاب منافسة تجارب أكثر سخاءً وشفافية، وهو ما دفع شريحة كبيرة من اللاعبين لتفضيل بدائل أخرى، تاركين خلفهم سلسلة لطالما كانت رمزًا للحماس والتمرد.
الخلاصه
في النهاية، سواء كانت هذه الإشاعة صحيحة أم لا، فإنها تسلط الضوء على أزمة أعمق تمر بها السلسلة: غياب الاتجاه الواضح، وتذبذب في هوية اللعبة، وانفصال شبه تام عن ما جعل Need For Speed محبوبة في المقام الأول. قد يكون الوقت قد حان بالفعل لإعادة التفكير الجذري، أو حتى إعطاء المشروع استراحة تُعيد إليه احترامه ووزنه في ساحة الألعاب. فالجماهير لا تزال تؤمن بعودة قوية، إن أُعطيت الفرصة لفريق يمتلك الشغف، لا مجرد استراتيجية تسويقية مؤقتة.
إن صحت هذه الإشاعة، فإن قرار EA بإيقاف العمل على عنوان Need For Speed يُعد نهاية مؤلمة لسلسلة لطالما كانت جزءًا من ذاكرة اللاعبين. لكن إن تعلّمنا شيئًا من صناعة الألعاب، فهو أن “الوداع” قد لا يكون نهائيًا دائمًا.
قد تعود السلسلة يومًا ما، ربما بشكل مختلف، أو تحت فريق جديد يعيد صياغتها وفق رؤية تناسب العصر وتعيد لها روحها الحقيقية. وحتى ذلك الحين، سيبقى اسم Need For Speed محفورًا في ذاكرة كل من عاش أيامه خلف مقود الـRX-7 في شوارع Bayview.