ألعاب الذكاء

مدينة راكون التاريخ الملتوي وراء أعضم كوابيسResident Evil | 2عالم الرعب

في عالم ألعاب الفيديو، قلّما نجد موقعًا خياليًا يترك أثرًا بحجم ما تركته مدينة راكونRaccoon City. هذه المدينة الصغيرة التي بدأت كبلدة نائية في إحدى ولايات أمريكا، تحوّلت مع الوقت إلى رمز للرعب وأيقونة في أدب وألعاب الزومبي. من خلال سلسلة Resident Evil، دخلت “راكون سيتي”

تاريخ ألعاب الفيديو من الباب الكبير، ليس فقط كموقع أحداث، بل كمركز صراع بين الإنسانية والطمع العلمي المدمر. في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة داخل تاريخ هذه المدينة، وكيف تحوّلت من مكان هادئ إلى كابوس (Nightmare) لا يُنسى.

لماذا سُمّيت “Raccoon City”؟ خلفية الاسم وأصوله الثقافية

رغم بساطة الاسم، فإن اختيار Capcom لاسم “Raccoon City” لم يكن عشوائيًا. الاسم يحمل دلالات بصرية مباشرة (الراكون حيوان غامض وذكي يعيش في الغابات)، لكن له أيضًا جذور أعمق. بعض النظريات تشير إلى أن الاسم قد يكون تلميحًا إلى حيوان “الراكون الياباني” المعروف باسم Tanuki، لكن الترجمة اليابانية الرسمية للعبة استخدمت “Rakūn Shiti”، أي أنها كانت تقصد حيوان الراكون الأمريكي بالتحديد.

الأهم من ذلك، أن Capcom أرادت تجسيد الطابع الأمريكي في اللعبة، واستلهمت شكل المدينة من مدن صغيرة حقيقية في الغرب الأميركي، بما في ذلك أسلوب التخطيط العمراني، المؤسسات، وحتى أسماء الشوارع.

صعود “راكون”: من بلدة نائية إلى مركز بحثي تحت الأرض

مدينة راكون التاريخ

تأسست Raccoon City في القرن التاسع عشر، لكنها بقيت غير مميزة حتى أواخر الستينيات، عندما دخلت شركة Umbrella Corporation الصورة. كانت Umbrella في الظاهر شركة دوائية، لكنها في الواقع مختبر ضخم للتجارب البيولوجية والعسكرية. بدأت الشركة ببناء منشآت تحت الأرض، بدءًا من قصر سبنسر في غابة Arklay، الذي بُني فوق كهوف جيرية ضخمة تسمح بإخفاء مختبرات سرية.

هذا القصر تحول لاحقًا إلى نقطة الانطلاق للأحداث الدموية التي نشهدها في Resident Evil 1، وكان من تصميم جورج تريفور، المعماري الذي انتهى به المطاف محاصرًا وميتًا داخل شبكة الألغاز التي صممها بنفسه. ومن هنا بدأ ظهور الفيروس الأول: الـ Progenitor، الذي تحوّل لاحقًا إلى T-Virus، نواة كل الكوارث القادمة.

Umbrella Corporation: عندما يتحوّل العلم إلى أداة دمار شامل

مع مرور الوقت، أصبحت Umbrella تسيطر بشكل شبه كامل على Raccoon City. كانت توظف أكثر من 40% من السكان، وتمتلك دعمًا سياسيًا عبر شراء ولاء رئيس البلدية وقائد الشرطة. تحوّلت المدينة إلى حقل تجارب حي للأسلحة البيولوجية – من الـ Lickers والـ Hunters إلى الـ Tyrant الأسطوري.

وبينما كان السطح يزدهر بمراكز تجارية، مترو أنفاق، ملاعب رياضية، وحتى جامعة، كانت الأعماق تغلي بأخطر التجارب. Umbrella زرعت مختبرين سريين من نوع NEST تحت المدينة، وبدأت تجاربها على فيروسات جديدة مثل G-Virus عبر العالم المجنون ويليام بيركين.

بداية الانهيار: حادثة Spencer Mansion وتدمير المدينة

كل شيء بدأ ينهار في صيف 1998، عندما ظهرت تقارير عن مخلوقات غريبة وهجمات في الغابات المحيطة بالمدينة. أرسلت Umbrella فرقة S.T.A.R.S إلى قصر سبنسر، لكن التحقيق كشف كل شيء. تحول القصر إلى مصيدة موت، وبدأت الوحوش تتسلل تدريجياً إلى المدينة.

في سبتمبر من نفس العام، حاول بيركين تسريب أبحاث G-Virus للحكومة الأمريكية. عند مهاجمته من قبل قوات Umbrella، حقن نفسه بالفيروس وتحول إلى وحش هائل، لتبدأ العدوى بالانتشار في المجاري، المياه، والحيوانات، وتحولت المدينة في أيام قليلة إلى جحيم على الأرض.

Resident Evil 2 و 3: سرد الكابوس من الداخل

Resident Evil 2 قدمت لنا رؤية داخلية لفوضى المدينة عبر ليون كينيدي وكلير ريدفيلد. بينما يحاول الاثنان النجاة في مركز الشرطة، يواجهان مخلوقات مثل Mr. X، ويكتشفان حقيقة G-Virus ومختبر NEST. توازياً، تحاول Ada Wong سرقة العينة، وتظهر مشاعرها المعقدة نحو ليون.

أما Resident Evil 3، فتروي مغامرة جيل فالنتاين ضد آلة القتل Nemesis. تسعى جيل للهرب قبل دمار المدينة، وتعثر على لقاح، لكن Umbrella ترسل الوحش لملاحقتها وقتل أي عضو من S.T.A.R.S.

في 1 أكتوبر، اتخذت الحكومة الأمريكية قرارًا مرعبًا: محو Raccoon City بالكامل بقنبلة حرارية عملاقة، لمحو كل الأدلة والنجاة من تداعيات كارثة لا يمكن السيطرة عليها.

بعد الانفجار: إرث Raccoon City ونهاية Umbrella

نجا عدد قليل من الكارثة، من بينهم الصحفية أليسا آشروفت التي كشفت للعالم عن تورط Umbrella في تصنيع B.O.W.s. انكشفت الحقائق، وتفككت Umbrella تحت وطأة الدعاوى، المحاكمات، وخسارة الثقة العامة.

لكن المدينة، رغم تدميرها، بقيت حاضرة في ذاكرة السلسلة. عادت Capcom إلى شوارعها في ريميكات Resident Evil 2 و3، كما أعادت استحضارها في سلسلة Resident Evil Outbreak و Resident Evil Requiem التي تروي قصة جديدة عن ابنة أليسا آشروفت.

المدينة الغريبة: ما سر جاذبية Raccoon City؟

رغم تصميمها غير الواقعي من حيث البنية الأميركية، إلا أن المدينة نجحت في خلق جو من الرعب والغرابة يصعب محاكاته. الأزقة المتعرجة، المباني الكلاسيكية، والمتاجر الصغيرة الموزعة عشوائيًا، كلها صنعت مدينة تبدو مألوفة وغريبة في آنٍ واحد.

أين تقع Raccoon City حقًا؟ نظريات المعجبين والموقع الغامض

رغم عشرات الإشارات، لم تؤكد Capcom يومًا موقع المدينة الحقيقي. بعض الروايات تشير إلى ولاية بنسلفانيا، بينما ترجح نظريات أخرى ولايات مثل ميزوري أو ميشيغان. والسبب؟ وجود الكهوف الجيرية مثل التي بُني فوقها قصر سبنسر، وتضاريس جبال أركلاي.

الخلاصه

تُجسد Raccoon City انهيار البشرية أمام طغيان الشركات والجشع العلمي. إنها رمز لما يمكن أن يحدث عندما يُستخدم العلم بدون أخلاق، وعندما تصبح المدن مسرحًا لتجارب لا تعترف بالحدود.

ومع إعلان Capcom عن لعبة Resident Evil Requiem وعودة الأحداث إلى أنقاض راكون، يبدو أن المدينة لم تقل كلمتها الأخيرة بعد. فهل نكتشف أخيرًا أسرارها الأخيرة؟

📌 للمزيد من القراءة:
Resident Evil’s Raccoon City: A Complete History – IGN
Resident Evil Requiem – IGN

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

أوقف مانع الاعلان

انت تستخدم مانع الأعلان الرجاء تعطيلها لمواصلة التصفح