رسميًا شركة EA تلغي لعبة البطل الخارق| وتغلق الاستوديو المطوّر في 2025

في خبر أحدث صدمة في عالم ألعاب الفيديو، أعلنت شركة Electronic Arts (EA) رسميًا عن إلغاء لعبة البطل الخارق المنتظرة Black Panther، بالتزامن مع إغلاق استوديو التطوير المسؤول عنها “Cliffhanger Games”. القرار جاء ضمن عملية إعادة هيكلة أوسع داخل EA تهدف إلى إعادة توجيه الموارد نحو مشاريع تعتبرها الشركة أكثر أولوية وربحية.
هذا الإعلان لم يكن مجرد خبر اعتيادي؛ بل كشف عن كثير من التعقيدات التي تعاني منها صناعة الألعاب، خاصةً تلك التي تركز على تقديم تجارب سردية فردية وعوالم أبطال خارقين مأخوذة من أشهر العوالم السينمائية والقصصية. في هذا المقال، سنغوص بعمق في خلفيات هذا القرار، تبعاته على الصناعة، ولماذا يمثل خطوة مفصلية في مستقبل ألعاب البطل الخارق.
ما هي لعبة Black Panther؟ ولماذا كانت منتظرة بهذا الشكل؟

كانت لعبة Black Panther واحدة من أكثر المشاريع غموضًا وإثارة للفضول في كتالوج EA. أُعلن عنها لأول مرة في 2023 كجزء من شراكة ضخمة بين EA وMarvel لإنشاء ثلاث ألعاب تستند إلى شخصيات مارفل الشهيرة. من بين هذه الألعاب، تم تأكيد لعبة Iron Man، بينما بقي المشروع الثالث طي الكتمان. لكن Black Panther كانت تثير الحماس لعدة أسباب:
- شخصية النمر الأسود أصبحت من أبرز رموز القوة والهوية في ثقافة مارفل، خصوصًا بعد النجاح السينمائي المدوي للفيلم.
- كان يُفترض أن تكون اللعبة تجربة فردية بالكامل من منظور الشخص الثالث، وهي صيغة تميزت بها ألعاب مثل Marvel’s Spider-Man من Insomniac Games.
- المشروع حمل وعودًا بتقديم قصة أصلية، غامرة، تضع اللاعب في قلب مملكة واكاندا الغامضة والمليئة بالتقاليد والتكنولوجيا.
ومع أن التفاصيل حول أسلوب اللعب والمحتوى بقيت شحيحة، إلا أن الترقب الكبير يعود إلى طبيعة الشخصية نفسها، التي تجمع بين الأبعاد السياسية، الثقافية، والتكنولوجية في عالم مارفل.
لماذا قررت EA إلغاء لعبة البطل الخارق؟
من خلال مذكرة داخلية تم تسريبها إلى موقع IGN، أوضحت لورا ميل، رئيسة قسم EA Entertainment، أن القرار جاء في إطار “زيادة التركيز الإبداعي على أهم فرص النمو”. هذا التصريح قد يبدو عامًا أو مبهمًا، لكن يمكن تحليله من عدة زوايا:
- تغيير في الأولويات التجارية: يبدو أن EA بدأت تركز أكثر على العناوين التي تحقق أرباحًا سريعة وعائدات طويلة الأمد من خلال الخدمات المستمرة (Live Services)، وهو توجه يُبعدها عن المخاطرة بمشاريع فردية ضخمة كـ Black Panther.
- تكلفة التطوير العالية: ألعاب الأبطال الخارقين تتطلب موارد ضخمة لتطوير رسومات متقدمة، نظام قتال ديناميكي، وسرد قصصي غني. ومع غياب ضمانات بتحقيق عوائد، تصبح هذه المشاريع مخاطرة مالية غير مرغوبة لشركات كبرى مثل EA.
- إعادة الهيكلة داخل الشركة: يشير الإعلان أيضًا إلى تسريحات واسعة النطاق داخل EA، حيث تم الاستغناء عن أقل من 300 موظف، وتأثر موظفو Cliffhanger Studios ضمن هذه الموجة. من الواضح أن هذا القرار ليس معزولًا بل جزء من سياسة تقليص وتوحيد الموارد.
ماذا عن استوديو Cliffhanger Games؟ ولماذا تم إغلاقه؟
استوديو Cliffhanger Games كان حديث التأسيس نسبيًا، وقد أُنشئ خصيصًا لتطوير لعبة Black Panther. ضم الاستوديو مجموعة من المطورين ذوي الخبرة الذين سبق لهم العمل في مشاريع ناجحة مثل Middle-earth: Shadow of Mordor وHalo. ومع ذلك، فإن إغلاقه السريع يعكس صعوبة تأسيس فرق جديدة ضمن بيئة تجارية غير مستقرة.
لم تُوضح EA ما إذا كان فريق Cliffhanger سيتم دمجه في أقسام أخرى داخل الشركة، لكنها أشارت إلى أنها “تحاول” إيجاد فرص للموظفين المتأثرين، من دون تحديد نسب أو أرقام دقيقة.
غموض مستمر من Marvel: أين دورها في هذه الصفقة؟
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تصدر شركة Marvel Games أي تعليق رسمي بشأن إلغاء اللعبة، وهو أمر مستغرب بالنظر إلى أن المشروع كان جزءًا من صفقة ثلاثية بينها وبين EA. من الواضح أن Marvel تركت حرية الإلغاء بيد شريكها الناشر، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى التزام الطرفين تجاه اللاعبين الذين كانوا يترقبون هذه العناوين.
لكن من الجدير بالذكر أن لعبة Iron Man، والتي تعتبر جزءًا من نفس الصفقة، لا تزال قيد التطوير في استوديو Motive Studios، مما يشير إلى أن الاتفاقية لم تنهَ بالكامل، وإنما تم تعديلها.
التأثير على جمهور ألعاب البطل الخارق
إلغاء لعبة البطل الخارق Black Panther يسلط الضوء على أزمة أعمق في صناعة ألعاب الفيديو. فبينما يواصل الجمهور إظهار شغف كبير بتجارب فردية عميقة مثل Spider-Man أو Batman: Arkham، إلا أن الشركات الناشرة تبدو غير مستعدة للرهان على مشاريع مماثلة ما لم تكن مدعومة بإمكانيات ضخمة وضمانات تجارية قوية.
الجمهور، بدوره، بدأ يشعر بالخيبة من كثرة الإعلانات التي لا تُترجم إلى ألعاب فعلية. حالة Black Panther مثال صارخ على هذا التوجه: إعلان ضخم، اهتمام إعلامي، ثم صمت طويل، وأخيرًا إلغاء مفاجئ.
هل هناك أمل في إحياء المشروع مستقبلًا؟
من الصعب الجزم بمستقبل هذا المشروع. فحتى وإن رأت Marvel أن هنالك فرصة لإحياء لعبة البطل الخارق Black Panther مع شريك جديد، فإن ذلك سيستغرق سنوات من التخطيط والتطوير من جديد. وربما يكون البديل هو تقديم الشخصية في لعبة مارفل أخرى أو تركيز الجهود على عناوين أخرى واعدة أكثر.
ما نعلمه حاليًا هو أن EA تستمر في العمل على لعبة Iron Man، ويُشاع أن المشروع الثالث في صفقتها مع Marvel قد يشمل شخصية مشهورة أخرى – ربما Daredevil أو Doctor Strange – لكن لا تأكيدات حتى الآن.
الخلاصه
إلغاء لعبة Black Panther لا يمثل مجرد إيقاف مشروع واحد، بل يعكس توجهًا أوسع يعيد رسم حدود المغامرة والإبداع في صناعة الألعاب. شركات النشر الكبرى أصبحت أكثر تحفظًا، وحتى مشاريع تحمل أسماء عملاقة كـ Marvel لم تعد تضمن التنفيذ، ما لم تكن مدعومة بخطط تجارية حديدية.
مع ذلك، يبقى عشاق ألعاب البطل الخارق على أمل أن تستمر الشركات المستقلة أو الفرق الشجاعة في تقديم تجارب تليق بهذا النوع من الألعاب – تجارب تضع اللاعب في قلب القصة وتمنحه القدرة على عيش حلم أن يكون بطلًا خارقًا.
ترقبوا المزيد من التحديثات حول لعبة Iron Man القادمة، والمشروع الثالث الغامض في صفقة Marvel – EA. تفاعلوا مع المقال وشاركونا آرائكم: هل تعتقدون أن إلغاء اللعبة كان مبررًا؟ وهل ما زال هناك أمل في رؤية Black Panther في عالم الألعاب قريبًا؟