منصة Mattتطال أحد إداريي الإكس بوكس بعد نصحها لمن استفادة من الذكاء الاصطناعي!

في عالم يشهد تحولات تقنية متسارعة,Matt لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل بات عاملاً مؤثرًا في قراراجت التوظيف والتسريح، بل وحتى في كيفية التعامل مع الأزمات.

وفي هذا السياق، أثار تعليق أحد إداريي Xbox موجة من الجدل على الإنترنت، بعد أن وجه نصيحة عبر منصة “لينكد إن” للموظفين المسرّحين من Microsoft بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وCopilot. ورغم نية التعليق الظاهرة بأنها داعمة ومحفزة، إلا أن التوقيت والسياق كانا كافيين لإشعال انتقادات واسعة، تعكس توتر العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وسوق العمل.

من هو Matt Turnbull؟ ولماذا كلامه أثار الجدل؟

Matt Turnbull ليس مجرد موظف عادي في Microsoft، بل هو منتج تنفيذي بارز شارك في تطوير ألعاب مهمة وحصرية على منصة Xbox مثل Crackdown 3 وState of Decay 2. يحمل مسيرة مهنية طويلة في مجال تطوير الألعاب، وهو معروف بكونه من الأصوات الداعمة للابتكار داخل القطاع.

لكن حين نشر منشوره على LinkedIn، الذي دعا فيه زملاءه المتأثرين بموجة التسريحات الأخيرة إلى “الاستفادة من الذكاء الاصطناعي”، كان من الواضح أن الرسالة لم تُستقبل بالشكل الذي تمناه. إذ رأى الكثيرون أن النصيحة، وإن بدت حسنة النية، تعكس انفصالًا عن الواقع الذي يعيشه من فقدوا مصدر دخلهم بسبب توجهات الشركة نفسها نحو الأتمتة واستخدام الذكاء الاصطناعي.

فحوى المنشور: دعم أم تجريح؟

نص Turnbull تضمّن دعوة مباشرة إلى الموظفين المسرحين بـ”التفكير في كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة تعزز من فرصهم المستقبلية”، مشيرًا إلى أدوات مثل ChatGPT وCopilot كوسائل للمساعدة على تجاوز مرحلة ما بعد التسريح وتخطيط مسيرة مهنية جديدة.

على الورق، هذه النصيحة قد تبدو عقلانية وحتى محفزة، خصوصًا في عالم يزداد فيه اعتماد المهارات الرقمية. لكن المشكلة لم تكن في مضمون النصيحة فقط، بل في خلفيتها وسياقها:

• التسريحات في Microsoft جاءت بالتزامن مع استثمارات ضخمة في أدوات الذكاء الاصطناعي.
• تقارير عدة أشارت إلى أن التوسع في أتمتة بعض المهام والاعتماد على تقنيات مثل Copilot كان أحد الأسباب التي دفعت الشركة لتقليص عدد الموظفين.
• إحساس الموظفين المسرّحين بأن “الأداة التي ساهمت في فقدانهم وظائفهم” تُقترح الآن كحلٍ لمشكلاتهم زاد من الإحباط.

الذكاء الاصطناعي في مرمى الاتهام

تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى موجة انتقادات متزايدة مؤخرًا بشأن سياسات التوظيف، حيث بات واضحًا أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي يؤديان إلى إعادة هيكلة واسعة للوظائف، خاصة في أقسام الدعم، المحاسبة، التسويق، وحتى بعض المجالات الإبداعية.

وما حصل مع Microsoft ليس استثناءً. إذ بعد شراكتها الموسعة مع OpenAI وتضمين تقنيات مثل ChatGPT داخل منتجات مثل Office وCopilot، بدأت تتضح ملامح توجه استراتيجي جديد داخل الشركة، يعتمد أكثر على أدوات الذكاء الاصطناعي لتوفير التكاليف وتعزيز الكفاءة.

لكن في المقابل، يدفع الموظفون الثمن. والتعليقات مثل تلك التي أطلقها Turnbull، حتى وإن بدت بنية طيبة، تُقرأ من منظور هؤلاء على أنها “نصائح فوقية” تفتقر للتعاطف.

بين التكنولوجيا والمشاعر: الخط الرفيع

في بيئة العمل الحديثة، لم يعد التحدي يقتصر على تقديم حلول تقنية فعّالة، بل على كيفية إدارة العلاقات الإنسانية في ظل هذه التحولات. منشور Turnbull، الذي تم حذفه لاحقًا، أصبح مثالًا على الخطأ الذي قد يقع فيه المسؤولون عندما يتحدثون بلغة التقنية بينما الجمهور يبحث عن التفهم والدعم العاطفي.

وهنا تتجلى المشكلة الجوهرية: حين يُستخدم الذكاء الاصطناعي كبديل للبشر، ثم يُنصح البشر المتضررون باستخدامه لتخطي الأزمة، ينشأ صدام ثقافي بين ما تمثله هذه التكنولوجيا وبين الإنسان الذي تأذى منها.

توثيق المنشور بعد حذفه: الإنترنت لا ينسى

رغم حذف Matt Turnbull للمنشور من حسابه الشخصي، إلا أن عددًا من المستخدمين قاموا بتوثيقه وأرشفته عبر منصات مختلفة. وتم تداوله بشكل واسع، لا سيما في المنتديات التقنية والمجتمعات المهتمة بصناعة الألعاب مثل Reddit وResetEra، مما زاد من حدة النقاش ووسّع دائرة الجدل لتشمل مفاهيم أكبر مثل:

• مدى مسؤولية الإداريين في التواصل مع موظفيهم خلال الأزمات.
• دور الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، وهل هو فعلاً فرصة أم تهديد؟
• الحاجة إلى خطاب أكثر إنسانية في أوقات تسريح الموظفين.

ردود الأفعال: بين التأييد والغضب

ردود الأفعال على منشور Turnbull كانت متباينة، لكنها تميل بوضوح نحو الاستياء. فبينما حاول البعض الدفاع عن نيته وتأكيد أن النصيحة كانت تهدف إلى تمكين الموظفين وليس التهكم عليهم، رأى كثيرون أن المسألة تتعلق بما هو أعمق من مجرد نصيحة:

• اعتبر البعض أن المنشور مثالي ومنفصل عن الواقع، حيث من الصعب على موظف فقد عمله للتو أن يفكر في أدوات تقنية كمنقذ.
• آخرون أشاروا إلى أن Turnbull، بصفته أحد القياديين في الشركة، كان من الأفضل له أن يتحدث عن دعم مباشر أو مبادرات حقيقية لإعادة التوظيف بدلًا من تسويق أدوات AI.
• في المقابل، قلة أبدت تفهمًا للرسالة، واعتبروا أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي فعلًا قد تكون فرصة لإعادة تأهيل الكفاءات، بشرط أن يتم ذلك ضمن بيئة داعمة وليست مجبرة.

الذكاء الاصطناعي… فرصة أم فخ؟

ما حدث يفتح نقاشًا أوسع حول دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل العمل. فبينما يرى البعض فيه أداة تمكين تتيح للأفراد تحسين مهاراتهم وزيادة إنتاجيتهم، يرى آخرون أنه يشكل تهديدًا حقيقيًا لوظائف كثيرة، خصوصًا مع تسارع وتيرة التطوير والتبني.

Microsoft، على غرار شركات أخرى مثل Google وAmazon، تسعى إلى مواءمة استراتيجياتها المستقبلية مع التطورات التقنية. لكن هذا التحول يجب أن يتم بعناية، حتى لا يتحول من “تقدم تقني” إلى “مأساة بشرية”.

الخلاصه

في النهاية، ما فعله Matt Turnbull كان محاولة – ربما صادقة – لتقديم العون، لكن طريقة الطرح، والتوقيت، وسياق الأزمة لعبت دورًا كبيرًا في قلب النوايا الحسنة إلى انتقادات لاذعة. الذكاء الاصطناعي بالفعل يمثل ثورة حقيقية، لكن على الشركات وقادتها أن يدركوا أن التحول لا يجب أن يكون فقط في الأدوات، بل في الخطاب والتواصل والاحترام لمشاعر الموظفين.

إذا كنت مهتمًا بمستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق العمل، تابع تغطيتنا المستمرة، حيث نستعرض أبرز التحولات التقنية من زاوية إنسانية وواقعية. لأن التكنولوجيا لا تنجح فقط عندما تعمل بكفاءة، بل عندما تُدار بوعي.

رابط منصة Microsoft Matt الرسمية (للاطلاع على أدوات مثل Copilot وAzure AI):
https://www.microsoft.com