أفضل مبيعات لشركة DOOM| The Dark Ages ضعيفة ولم تتخطَ 1 مليون نسخة

منذ لحظة إعلانها، انتظر اللاعبون الجزء الجديد من سلسلة DOOM تحت عنوان DOOM: The Dark Ages بشغف بالغ. اللعبة التي وُعدنا بها كمغامرة مظلمة تعود بنا إلى جذور السلسلة وتقدّم لمسة فانتازية على أسلوب اللعب الدموي السريع، أثارت الضجة والتوقعات قبل صدورها.
جدول المحتويات العام للمقال
ولكن، بعد صدورها، اصطدمت التوقعات بالواقع. على عكس ما كانت تطمح إليه Bethesda والجمهور، فإن مبيعات Dark Ages كانت أقل بكثير من المتوقع.
خيبة أمل رغم القاعدة الجماهيرية
سلسلة DOOM تُعتبر حجر الأساس في ألعاب التصويب منذ بدايتها في التسعينيات. النجاح الكبير الذي حققته DOOM (2016) وتبعتها به DOOM Eternal (2020) أعاد السلسلة إلى القمة، ما جعل من المنطقي توقّع نجاح مماثل أو حتى أكبر للجزء الجديد.
لكن تقريرًا صدر عن Alinea Analytics كشف أن DOOM: The Dark Ages لم تتجاوز حاجز 800,000 نسخة مباعة، ما يُعتبر رقمًا خجولًا مقارنة بالتوقعات. وفي الوقت الذي أعلنت فيه Bethesda عن أن اللعبة حظيت بثلاثة ملايين لاعب، بدأ الشك يتسلل إلى قلوب المتابعين. هل الرقم يعكس نجاحًا حقيقيًا؟ أم أنه محاولة لإخفاء فشل تجاري؟
لماذا تركز الشركات على عدد اللاعبين بدلًا من المبيعات؟

في السنوات الأخيرة، بدأت شركات الألعاب تميل إلى إبراز عدد “اللاعبين” بدلًا من عدد “النسخ المباعة”. هذا التحول في لغة التسويق لم يكن مصادفة، بل انعكاسٌ لاستراتيجية جديدة هدفها تلميع الصورة. إذ يمكن لأي لعبة أن تسجّل ملايين اللاعبين إذا تم توفيرها عبر خدمات اشتراك مثل Xbox Game Pass، دون أن يعني ذلك بالضرورة أنها باعت ملايين النسخ.
وهذا بالضبط ما حدث مع DOOM: The Dark Ages. إذ تشير التحليلات إلى أن جزءًا كبيرًا من اللاعبين الثلاثة ملايين هم من مستخدمي Xbox Game Pass، حيث يمكن الوصول إلى اللعبة بمبلغ شهري بسيط لا يتعدى 12 دولارًا. هذا يعني أن العدد الكبير من اللاعبين لا يعكس قوة تجارية حقيقية للعنوان.
توزيع مبيعات Dark Ages حسب المنصات
لفهم الصورة بشكل أدق، إليك نظرة على كيفية توزيع مبيعات اللعبة حسب المنصات:
- Steam: حوالي 400,000 نسخة
- PlayStation 5: حوالي 200,000 نسخة
- Xbox: حوالي 200,000 نسخة
وهذه الأرقام تعني أن السوق الرقمي عبر الحواسيب ما زال يشكّل القوة الأساسيةالرابط الرسمي لمبيعات هو DOOM، فيما لم تحقق اللعبة نجاحًا بارزًا على المنصات المنزلية، رغم الميزانيات الترويجية الضخمة والتعاون مع Xbox.
هل المشكلة في اللعبة نفسها؟
هنا يُطرح السؤال الجوهري: هل خيبة الأمل التجارية تعني أن اللعبة سيئة؟ الجواب معقّد. التقييمات المبدئية لـDOOM: The Dark Ages جاءت متباينة، حيث أُعجب بعض النقّاد بتوجهها الفني الأصيل وأسلوب اللعب الكلاسيكي، بينما انتقدها آخرون على قلة التجديد والإحساس بالتكرار مقارنةً بـDOOM Eternal.
هناك من أشار أيضًا إلى أن التغيير في الإعداد العام – من بيئة خيال علمي إلى عالم شبيه بالعصور الوسطى المظلمة – لم يلقَ ترحيبًا واسعًا بين محبي السلسلة الذين ارتبطوا بالهوية الأصلية. قد تكون هذه المخاطرة الإبداعية قد أثّرت على الحماس الجماهيري، وخصوصًا إذا أُضيف إلى ذلك التوقيت السيئ في طرح اللعبة، والذي صادف صدور ألعاب ضخمة أخرى تنافست معها مباشرة على السوق.
الفرق بين النجاح النقدي والتجاري
من المهم أن نميز بين النجاح النقدي (التقييمات وآراء النقاد) والنجاح التجاري (المبيعات والإيرادات). DOOM: The Dark Ages ربما لم تكن كارثة نقدية، ولكنها بالتأكيد لم تُحقق النجاح التجاري الذي تطلعت إليه Bethesda. وهو ما قد يؤثر على مستقبل السلسلة وتوجّهات الشركة في تطوير العناوين القادمة.
وبينما تأمل Bethesda في استعادة ثقة الجماهير، يرى بعض المحللين أن هذه النكسة قد تكون درسًا في أهمية التواصل الصادق مع الجمهور والابتعاد عن اللغة التسويقية المضللة التي تركز على عدد اللاعبين فقط.
هل خدمة Game Pass نعمة أم نقمة للمطورين؟
من جانب آخر، تعود النقاشات المعتادة حول تأثير Game Pass على مبيعات الألعاب. في حالات عديدة، تُعطي هذه الخدمة فرصة للاعبين لتجربة عناوين لم يكونوا ليشتروا نسخها الكاملة، مما يمنح المطورين شهرة إضافية. لكن في حالات مثل DOOM: The Dark Ages، يبدو أن الخدمة أثرت سلبًا على المبيعات، حيث اكتفى عدد كبير من الجمهور بتجربتها عبر الاشتراك دون شرائها فعليًا.
وقد يكون هذا النموذج الاقتصادي مناسبًا للألعاب الخدمية أو التي تعتمد على المشتريات داخل اللعبة، لكنه ليس كذلك لألعاب تعتمد على بيع النسخ مثل DOOM، ما يطرح تساؤلات جدّية عن جدوى هذا التوجه على المدى الطويل.
الدروس المستفادة وقراءة مستقبلية
تجربة DOOM: The Dark Ages تُظهر لنا أن مجرد اسم كبير وسلسلة تاريخية لا يضمنان النجاح التجاري، خصوصًا في سوق ألعاب الفيديو الذي أصبح أكثر تنافسية وتقلّبًا. اللاعب اليوم أكثر وعيًا، وأقل تسامحًا مع الألعاب التي لا تقدم قيمة حقيقية مقابل المال أو التي تخيب التوقعات.
وهنا يجب أن يُطرح التساؤل في داخل أروقة Bethesda: هل آن الأوان لإعادة التفكير في استراتيجية الإطلاق؟ هل تحتاج DOOM إلى إعادة تعريف لهويتها، أم أن الفشل مجرد عثرة مؤقتة؟
الخلاصه
مبيعات Dark Ages.. مؤشر لتحوّل كبير في الصناعة؟
بعيدًا عن الإحباط، ما حدث مع DOOM: The Dark Ages قد يكون لحظة فاصلة تعيد رسم معايير النجاح في صناعة الألعاب. لم تعد الأرقام السطحية تكفي لإقناع الجمهور، ولم تعد استراتيجيات التسويق تُجدي نفعًا إذا لم تُدعم بجودة عالية وشفافية واضحة.
مبيعات Dark Ages كشفت عن حقيقة قد تكون مؤلمة لعشاق DOOM، لكنها أيضًا فرصة لإعادة البناء والتطوير. فهل تتعلم Bethesda الدرس وتعيد للسلسلة مجدها الحقيقي؟ أم أنها ستستمر في استخدام الأرقام المزخرفة لتجميل الواقع؟
الأيام القادمة فقط هي من ستُخبرنا بالإجابة. تابعونا لتحليلات أعمق وتغطية شاملة لمستقبل ألعاب DOOM، وغيرها من العناوين المنتظرة.